يذكر الدَّميري في كتاب "حياة
الحيوان الكبرى"، "أن الحصان واحد الخيل والجمع أفراس، الذكر والأنثى في
ذلك سواء، وأصله التأنيث، وتصغير الحصان "فريس"، وإن أردت الأنثى فتقول:
فُريسه بالهاء. ولفظها مشتق من الافتراس لأنها تفترس الأرض بسرعة عدوها،
وراكب الحصان فارس: أي صاحب فرس، ويُجمع على فوارس. وكنية الحصان: أبو شجاع
وأبو طالب وأبو مدرك وأبو مُضِّى وأبو المِضّمار. والحصان فيه قدرٌ من
الكرم وشرف النفس وعلو الهمة".
ويضيف الدَّميري أن "الحِصان" بكسر الحاء المهملة الذكر من الخيل، قيل:
إنما سُمي حِصَاناً لأنه حصّن ماءه فلم يَنْزُ إلاّ على كريمة. والخيل:
جماعة الأفراس لا مفرد له من لفظه، وهي مؤنثة، والجمع خيول. وتصغيرها:
خييل؛ وسميت الخيل خيلاً لاختيالها في المشية فهو على هذا اسم للجمع".
وورد في كتاب "مبادئ اللغة" للخطيب الإسكافي أن الخيل "مؤنثة، وجمعها خيول،
ولا واحد لها من لفظها. والحصان نتاج عتيقين عربيين: حصان وفرس. والهجين
الذي أبوه عتيق وأمه ليست كذلك. والمُقْرِف الذي أمه عتيقة وأبوه غير عتيق.
ويطلق لفظ الحصان على الذكر والأنثى، أما "الحِجْر" فالأنثى دون الذكر،
وجمعها أحجار وحُجُور. كما يسمى ما ليس بعربي برذونا، وأما "الرّمْكَة" فهي
البرذونة تتخذ للنسل، وجمعها رمك وأرماك. والشهري من البراذين ما كان بين
المُقْرِف والبرذون. وسماء الحصان أعلاه وأرضه أسفله".
ويقول ابن منظور: إن "الحصان" يُطلق على الفحل من الخيل، ويُجمع على حُصُن.
وأمّا الفرس، فواحد الخيل ومفرده، وجمعه أفراس، للذكر والأنثى، فلا يقال
فَرَسَةٌ؛ وراكب الفرس فارس.
وورد في كتاب الخيل للكلبي: أن اسم الخيل مشتق من خال يخيل خيلاً، واختال
اختيالاً، إذا كان ذا كِبْرٍ وخُيلاء، ذلك أن الخيلاء صفة في الخيل لا تكاد
تفارقها. "سئل أعرابي بمحضر أبي عمرو بن العلاء عن اشتقاق الخيل، فقال:
اشتقاق الاسم من فعل المسمى، فلم يعرف الحاضرون ما أراد، فسألوا أبا عمرو
بن العلاء فقال: ذهب إلى الخُيلاء الذي في الخيل".
ومن أسماء الحصان السَّكب، أبوشُجاع، النَّهْد، الهِنَّبْر، الهِنْبر،
أبوالمضاء، اليَحْمُوم. أمّا أنثاه فتُسمى الحِجْر، الحِجْرَه، الفرسة،
النَّهْدّه. ويسمى ولده المُهْر (والأنثى مهرة)، والفِلْو، والفَلُوّ
(الأنثى فَلُوَّة)، والسَّليِل. ويُسمّى صوت الحصان الصَّهيل، والصَّحير،
والصَّهال، والنَّحيم.
وورد في كتاب "الأقوال الكافية والفصول الشافية في الخيل" للغساني، أنّ
عروبة الخيل وأصالتها وقدمها، أمر تؤكده المصادر العربية والأحاديث النبوية
الشريفة. وسميت الخيل عِراباً لأنها عربية منسوبة إلى العرب. وقد فرقوا
بين النّاس والخيل، فقالوا في النّاس: عرب وأعراب، وفي الخيل عِراب، والإبل
العِراب والخيل العِراب خلاف البخاتي والبراذين، ويقال: أعرب الرجل إذا
ملك خيلاً عِراباً أو إبلاً عِرابا، أو اكتسبها فهو مُعْرِبٌ.
قال النابغة الجعدي:
صهيلاً يَبِينُ للمُعْرِب ويَصْهلُ في مثلِ جوفِ الطَّويَ
وقوله صهيلاً يبين للمُعْرِب، أي إذا سَمِعَ صهيله من له خَيِلٌ عِرَابٌ،
عرف أنه حِصَان عربي. والتعريب: أن يتخذ فرساً عربياً، ورجل مُعْرِب: معه
فرس عربي، وفرس مُعْرِب: خلصت عربيته.