المفاوضون الفلسطينيون يحاصرون المقاومة الشعبية السلمية و يرفضون المقاومة المسلحة
تكرار الرئيس محمود عباس في تونس يوم الأربعاء الماضي لتصريحات سابقة بالتأكيد مجددا على قوله "ما دمت رئيسا للسلطة الفلسطينية، لن أسمح أبدا باندلاع انتفاضة جديدة، مهما كان شكلها"، والتأكيد مجددا على رغبة منظمة التحرير الفلسطينية في استئناف المفاوضات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، هو تكرار يؤكد إصراره على محاصرة الشعب الفلسطيني ضمن الممر الإجباري لخيار التفاوض فقط، وهذا خيار فرضته دولة الاحتلال ذاتها على المنظمة، وإذا كان موقفه معلنا وواضحا في معارضته للمقاومة المسلحة، بالرغم من معرفته التامة بأن هذه المقاومة هي مقاومة شعبية انبثقت من رحم المقاومة السلمية للشعب الفلسطيني، وهي مقاومة دفاعية في الأساس تستهدف التصدي لمحاولات وأد المقاومة للاحتلال "مهما كان شكلها"، فإن موقفه المعارض عمليا للمقاومة الشعبية السلمية أيضا ليس بالقدر نفسه من الوضوح، خصوصا وهو يكرر كذلك بين وقت وآخر تأييده ل"المقاومة الشعبية".